href="Rasoulallah.net">It is Time To know Muhammad
Créer un site internet
LA CULTURE NOMADE PATRIMOINE IMMATERIEL DU MAROC.ثقافة الرحل موروث لا مادي مغربي

مدرسة الترحال

مدرسة الترحال

مدرسه الترحال

إهداء:

أهدي هذا العمل إلى روح الأستاذ المصطفى لمبشر أستاذ مكون بالمركز و الأستاذ أوشن رئيس جماعة تاندرارة إقليم بمعرفة اللذان كانا من مؤسسي هذا العمل رحمهما الله و بارك فيمن تبقى....و لكل من شارك فيه و دعمه.

 

مدخل:

يمر المرء في حياته بمحطات قد تشكل منعرجا حاسما في مسيرته الفكرية. يتغير بعده مستوى اليقينيات ،التي كان يحملها و تتسرب النسبية إلى مداخل أفكاره القطعية التي توثق نسقه الفكري ليرتقى بذلك و بعد ذلك إلى مدرج الحكمة التي تجعل من نظرته للأشياء و اﻷحداث لحظة متعة و تدبر تساعده على إعمال الفكر في الظواهر بشغف المكتشف و نهم المتعلم.

لذلك ارتأيت أن أعنون هذا المقال بمدرسة الترحال ، لأعبر  عما عايشته مع مجموعة من المكونين بالمركز التربوي الجهوي بالرباط ،و نحن ننظم مهرجانات لثقافة الرحل و نقوم ببحوث ميدانية في مناطق الرحل.حيث انقلب حالنا من باحثين و مكتشفين، إلى رحل متعلمين، بأسلوب الراوي سأحكي لكم قصتنا مع الرحل. و كيف انقلب بحثنا من رغبة في مساعدة الرحل على تجاوز صعوبات العيش، إلى سعينا للتلمذة  على أيديهم ، لنكتشف جزء من هويتنا ، و بعدا من أبعاد هذا المجتمع.حيث تسمو قيم رانت عليها المدنية ، فتفكك ما تفكك منها ، و تشوهت معالم ما تبقى. فعلى بركة الله تنطلق الرحلة. 

1)    في البدء كانت فكرة:

ٲخبرني ذات يوم ٲحد الزملاء،الذي كان هاوي رسم. ٲنه متوجه إلى الديار البلجيكية لعرض لوحاته في مهرجان حول الرحل،و طلب مني أن اكتب له تعليقا على تلك اللوحات. جلسنا نتأمل في ما رسمه لخضر حمزاوي - اسم زميلي - فانتابني شعور غريب ، و أنا ٲكتب التعاليق أحاول أن أعيد رسم تلك اللوحات بالحروف لأقرب مدلولها من المشاهد و الزائر للمعرض . عند آخر تعليق خاطبت زميلي قائلا : عجبا كيف ينظم بلد أوربي ملتقى حول الترحال في المغرب ؟ٲو ضاقت ٲرضنا لتحتضن تظاهرة كهذه ؟ بينما نحن لا نبالي حتى بوجودهم. بل وهناك من لا يعرف حتى أن هنالك رحلا، ناهيك عن معرفة معاناتهم ٠٠٠ تلك هي الفكرة  التي أسست للرحلة ٠

2)من الفكرة إلى المشروع:

مرت سنوات على هذا الموضوع ، خفت بريق الفكرة و باعدت الأيام بيني و بين زميلي ، إلى أن عينت بالمركز التربوي الجهوي بالرباط .تسلمت مهامي ففكرت في الكيفية التي يمكنني أن أجمع بها كل العاملين بالمركز ، حول مشروع أوجه به الطاقات و أوحد به التوجهات و أخلق به فريق عمل يمكن أن يكون نواة للبحث العلمي،الذي قد يجيب على العديد من الإشكالات المطروحة على مؤسسات التكوين. جلست أمام حاسوبي الشخصي أصوغ مشروعا بعدما حددت أهدافه ، و شاءت الأقدار أن يكون الميثاق حاضرا ضمن المراجع التي اعتمتدها لصياغة المشروع.فلفت انتباهي ما قد يبدو لأول وهلة أمرا عاديا،أن الميثاق تحدث عن عالمين،عالم قروي و عالم حضري.أمر قرأته أكثر من مرة،لكنه استوقفني هذه المرة لأتساءل ،و العالم البدوي لم ينسى ؟أم نعتبره قرويا؟

تلك كانت الفكرة:

        هل حاجيات القروي هي نفس حاجيات البدوي؟
        هل نمط عيش البدو شبيه بنمط عيش القرى ؟
        هل حاجات و أساليب و ظروف تعلم الطفل البدوي تطرح علينا نفس المشاكل  و التحديات؟

        هل تكوين مدرس للعمل في العالم القروي أو الحضرية  لا بد أن يكون شبيها بمن يشتغل في العالم البدوي ؟
        بنية المؤسسة،كيف ستكون متنقلة أم قارة ؟
        إذا اخترنا بنية متنقلة في الابتدائي كيف ستكون الإعدادية والثانوية؟
        بل هذا الطفل هل نكونه ليعيش حياة الترحال،أم يجب أن تنتهي تلك الحياة؟
مما يجرنا إلى طرح سؤال أعمق أي اختيار مجتمعي يجب أن نقوم به: المحافظة على الترحال أم الدفع بهم إلى الاستقرار؟

     ما هي العواقب التي تترتب على ذلك و ما رأيهم في كل هذا؟

تهاوت كل هذه الأسئلة كالمطر المنهمر،و تآخت الفكرة التي بقيت سنين في الظل مع المشروع فكان المهرجان الذي بلغنا فيه الدورة السابعة تحت عنوان:مهرجان ثقافة الرحل و تحت شعار من أجل تشجيع تعلم أبناء الرحل.

     

3)بداية الرحلة:

وأنا أعرض تفاصيل المشروع،على المكونين العاملين بالمركز،كانت نظراتهم تسائلني ، ما هذا الهذيان ؟ و عن أي رحل يتحدث هذا الوافد الجديد؟و ما علاقتنا بالموضوع ؟

فعلا ما علاقة مركز تربوي يوجد بالرباط بموضوع كهذا ؟ كانت إجاباتي على ما يبدو مقنعة و لله الحمد جندت معها طاقات،بحماس كبير وحتى التي لم تجند،في حينه ما أن انطلقت فعاليات الدورة الاولى حتى جند الباقي.فعلا ما علاقتنا بالموضوع؟

طرح الميثاق الوطني للتربية و التكوين،فكرة ضرورة انفتاح المؤسسات على المحيط  و مساهمتها في إيجاد حلول أو على الأقل المساهمة في إيجاد الحل،علاقتنا أيضاً أننا المسؤولون على تكوين من سيدرس أطفال الرحل.علاقتنا أننا من يساهم في وضع المناهج ،   و بالأخص تلك التي قرر الميثاق أن تكون جهوية،أي تتضمن ثقافة المنطقة و الجهة و الإقليم . كيف سنساهم في وضع مناهج للتكوين،تدمج الجهوي و المحلي في المنهاج الدراسي، و نحن نجهل كل شيء عن ثقافة الرحل ؟ أليس التكوين هو المدخل الذي من خلاله ستتبوأ روافد هذه الثقافية مكانتها الطبيعية من غير تشنج و لا صراع ؟

تلك كانت تساؤلات /إجابات تمكنت من خلالها من تجنيد طاقات انخرطت بجد و مسؤولية في تحقيق الفكرة الحلم .

4-من المشروع إلى الواقع

يقال أن الواقع لا يرتفع ،نعم ها نحن اتفقنا على الفكرة،لكن من أين سنأتي بالرحل ؟ و كيف و بأية إمكانيات (للعلم المركز لم تكن له ميزانية في حينه )عندها شعرت فعلا بأننا بدأنا نحقق الفكرة.

أن تجند زملاء لك في المؤسسة،أمر ممكن،لكن و جب الآن أن نقنع الرحل بأهمية الموضوع و جدواه،رغم المسافات و شح الإمكانات،و سنوات الجفاف (2004 – 2010)...خلاصة القول أقنعناهم،بل و شاءت الأقدار أن نلتقي مع طلبة من موريتانيا و مالي و تشاد و السنغال وأن ينخرطوا بتجارب بلدانهم...تحققت الفكرة،بدعم من مديرة أكاديمية الرباط و وزارة التربية الوطنية و خاصة رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله و رعاه و بإمكانات الرحل و المركز التربوي الجهوي الذاتية و تضحيات أولائك  الرجال و النساء و الأطفال الذين سترافقنا ذكرياتهم ما دامت الروح في الجسد لأننا تعلمنا معا أن الفكر ينتصر على كل ما سواه و أن الصدق يغني عن الغنى و أن الطموح يحقق الحلم و أن هذا الوطن غني بقيمه و مواطنيه و لا غرابة أن يظل شامخا لأزيد من خمسة عشر قرنا كبلد مستقل منتج للحضارة...

5- وجاءت لحظة اللقاء

جمعت مختلف دورات المهرجان بين أطياف ما كنت أخال أنها تلتقي حتى في أحلامي.رحل  السمارة من صحرائنا الحبيبة،و بني كيل من الجهة الشرقية،ِ أيت أوسا من أسا ، دوبلال من طاطا و من أيت سدرات من بومالن دادس و مسوفة من زاكورة وزيان من تيمحضيت و من الراشدية رحل من تافراوت الطاووس و اغبالونكردوس بالأطلس الكبير...و مكونون من مختلف الشعب ، ما كانت تخطر ببالهم أن يجلسوا في نفس المدرج يحاضرون أو يناقشون رحلا أو يتمتعون بشعر حساني أو قول كيلي أو تمديازت أمازيغي إلى جانب باحثين و طلبة و مغاربة المهجر و طلبة متدربين في المركز و من الجامعة و طلبة الهندسة المعمارية و طلبة افارقة أغنت تجاربهم النقاش في العروض و الورشات إلخ ،أما ليالي المهرجان فدون فيها فن راق جادت به مجوعات رجال و نساء وفتيات ليسوا من محترفي الفن و لكن ميزة الرحل أنهم فنانون بالفطرة فأي مدرسة هذه التي تجعل من الرحل شعراء و رسامين و حكماء و ممثلين و رعاة و دعاة إلخ ؟متى و كيف بنيت لدا هؤلاء القوم تلك القيم و الكفايات؟إيمان راسخ و صبر شديد و جسم سليم و عقل حكيم و قلب مفتوح و صدر مشروح...فكرهم بسيط فالمدرسة بالنسبة لهم مرتع القيم و أبناءهم مهما تعلموا لابد أن يحافظوا على قيمهم لأنهم لا يرضون لفلذات أكبادهم الضنك...تلك بعض أفكارهم التي حفظتها عن ظهر قلب سلسة واضحة صادقة ...

اكتشف المشاركون ثقافة متعددة الروافد ضاربة في أعماق التاريخ كنز من القيم و الثقافة انبهر به المشاركون.

شعر كل واحد منا بنشوة تغمره ومسؤولية تتهاوى على كاهله،كيف نحافظ على هذا الإرث و نستثمره للأجيال القادمة ؟ فكانت الفكرة أن تدون هذه النفائس. و هذا ما شرعنا فيه مع إيماننا بأنها مهمة أمة، لكن أهم ما اهتدينا إليه هو أن تلج هذه الثقافة المدرسة، أي أن تدمج في المناهج وطنية كانت أو جهوية.لتحيى في الصدور و تحفظ في العقول و تمارس في السلوك و متى ما أصبحت الثقافة سلوكا في المجتمع لا شك انه سيرقى إلى مكانة متميزة بين اﻷمم.

تلك خلاصة عمل دام لثمان سنوات خلت ،حتى و ٲن فكرنا في استقرار الرحل سعيا لحل إشكال التمدرس فلا بد أن تحيى ثقافتهم في المجتمع و تتوارث لأنها جذر من الجذور الأساسية التي تربطنا بتربة هذا الوطن،المتنوعة و الخصبة.إنها  وحدتنا في تنوعنا كما وقفنا على ذلك ونحن في ورشة اللغة و الثقافة بحيث اتضح أن أكثر من 80 بالمائة من المصطلحات المستعملة في اللغة الحسانية،هي نفسها مستعملة في عامية بني كيل شمال شرق المملكة-أليس هذا دليل على وحدتنا إن كانت وحدتنا تحتاج إلى دليل؟-.أما القيم فللرحل قيم مشتركة عرب و أمازيغ و حسانيين و لعل أهمها الكرم و بر الشيخ و الاقتصاد في الكلام و الشموخ المتواضع و العلم بأسرار المجال و أحوال النعم و حب الحرية.

6)مدرسة الترحال

قلت أن من أهم ما يجمع بين الرحل منظومة قيميه.حق لنا أن نستفيد منها،لبعث الروح في منظومتنا التربوية ،و منها الكرم ،هذه الخصلة هي التي ستستدرجنا لنلج مدرسة الترحال.لم يفت ضيوفنا الفرصة لدعوتنا لزيارتهم،لنعيش تجربتهم عن كثب.تلك كانت انطلاقة الرحلة مرة أخرى.

انطلق فريق متعدد التخصصات.منها الإداري و التربوي،في زيارات ميدانية مرة في السنة. تأخذنا الرحلة إلى جهة معينة نختارها حسب رغبة رحل تلك المنطقة،يحدد موعد الرحلة و مكانها خلال المهرجان. بحيث جبنا تقريبا كل المناطق التي يوجد بها رحل،و عشنا تجارب ميدانية علمتنا دروس لن ننساها ،أدركنا أن ما يقال عن الرحل هو من قبيل الانطباع فقط. مهما حاول أصحابه أن يضفوا عليه صبغة الدراسة،و أن هذا المجال لم يعتني به بعد البحث في بلادنا.ومما حز في قلوبنا،أن نجد في منطقة أسا،معهدا مهجورا للبحوث الصحراوية  قد تلاشت معالمه ،شيده المستعمر و كانت تعمره فلول من  الباحثين،تهتم بدراسة البيئة و المجتمع.معلمة كان من المكن أن تؤوينا و نحن نقوم بالدراسة. بل تستقبل باحثين كثر في تخصصات متعددة.لكنها تركت لعوامل الزمن و الطبيعة تعبث بها،  و الله أعلم كم من الأفكار و الحلول و المقترحات كانت ستنتج بين ثنايا تلك البناية.    و كم من المراجع كنا سنجدها تعين على حل إشكال تمدرس أبناء الرحل... تلك الإشكاليات التي وقفنا عليها و التي منها ما هو معروف و منها ما هو مختلق،من قبيل أن الرحل لا يهمهم تعلم أبناءهم و خاصة الفتيات ،الحقيقة أن الرحل لا يرفضون المدرسة،بل يرغبون في أن تكون المدرسة في بيئتهم  و أن تحافظ على قيمهم و خاصة الإسلامية ... و لعل تجربة المدرسة المتنقلة ،و مبادرات بعض الجمعيات و تطوع شباب هذه المناطق للتدريس في المدارس الابتدائية حقق نتائج محمودة.لم يعد إشكال التمدرس مطروحا في بعض المناطق بالحدة التي كانت قبل سنوات. بل من الرحل من بنى قسما بما ملكت يمينه،و طلب التجهيز و المعلم و فتح قسما ليدرس فيه أبناء عشيرته.كما أن منهم من بنى مدرسة متكاملة أثثها،ثم بنى سكن المعلم و أثثه و أحصى التلاميذ و قسمهم حسب المستويات،لكنه لازال ينتظر المعلم...مبادرات أثبتت لنا أن المقولة التي مفادها أن الرحل يفضلون أن يرعى أبناءهم القطيع على الدراسة،انطباع لا غير،و أن مروجها لم تطأ قدماه أرض الرحل و لم يجلس ليتتلمذ عليهم. وجدنا شبابا متطوعا يعمل في ظروف أقسى من أن توصف. في أغلب الأحيان بدريهمات معدودات،قد يجود بها هذا الطرف أو ذاك.وجدنا كذلك،ابتكارا لحلول من قبيل أن تبنى خيمة بجوار مدرسة تترك العشيرة بداخلها أطفالها،تخدمهم إحدى نساء العشيرة التي تتطوع للبقاء،بينما يرحل الآخرون طلبا للرزق...أطفال الرحل تشع من عيونهم قوة العزيمة و رباطة الجأش و ذكاء فطري و قوة تحمل قد تجعلهم يتحملون سير عشر كيلومترات يوميا تحت شمس حارقة،و شح في الغذاء و الماء ليصلوا إلى المدرسة،كذلك الطفل يوسف الذي استضافتنا عائلته بمنطقة تافراوت بالراشدية،حيث لا يمكنك أن تصل إلى أية نقطة بدون دليل عارف بخبايا تلك الفيافي،كتب يوسف اسمه لما سأله أحد الزملاء عن اسمه على الرمل ثم ما لبث أن محاه... حركة تدل على أن كل شيء مؤقت و إلى زوال. فاليوم يوسف و أهله هناك و غدا قد تؤويكم فجاج أخرى،و تظللهم أبراج تحت سماء آخر. ولاؤهم للقطيع و حبهم للطبيعة و نكرانهم لذواتهم،جعلهم يضحون من أجل أن تتوافر بروتينات حيوانية على موائدنا و أن نتباهى بأضحيتنا...هكذا تنتابنا في بعض الأحيان مما شهدنا و عايشنا حالات من الهذيان و نحن نتأمل حال الرحل... 

لكن إذا سلمنا بأن بعض المبادرات من قبيل مشروع ميدا و الخيمة المتنقلة التي رعاها برنامج اﻷمم المتحدة للتنمية بالسفوح الجنوبية للأطلس الكبير،قد حلت المشكل نسبيا في الابتدائي ،فإن خمسة وثمانين بالمائة من أبناء الرحل الملتحقين بالإعدادي ينقطعون عن الدراسة لأسباب،منها في الغالب عدم اندماج أبناء الرحل في الحياة المدرسية.خاصة في الداخليات.كما يرفض اﻷولياء ولوج بناتهم الداخليات و ذهابهم للدراسة بعيدا عن الأسرة،خوفا عليهن.أما بالنسبة للذكور ففي حال منح التلميذ،يسمح أبوه بانتقاله إلى الإعدادية،أما أن لم يمنح فمصيره الانقطاع .فما الحل إذا قال الرحل أن تبنا مؤسسات إعدادية تضم داخليات في مناطقهم،لا في المدن يترك الرحل أبناءهم فيها ،ثم يعودون بعد انقضاء موسم الترحال...مشددين على أنهم يملكون أراضي الجموع،التي يمكن أن تشيد عليها تلك المؤسسات - لقد خصصنا دورة من دورات المهرجان لهذا الموضوع:"أي معمار لمدرسة الرحل"شارك فيه إلى جانب الرحل،طلبة مهندسون معماريون و مهندس من التعاضدية الفلاحية.سلم الرحل أرضا بمعتركة بإقليم فيجيج على أن تقوم التعاضدية ببناء مؤسسة حددت مواصفاتها مع الرحل. بحيث طرحت فكرة المؤسسة المركب. تضم في نفس الوقت فضاء للدروس و الإيواء و ورشات لتربية المواشي و الصناعة التقليدية و محاربة الأمية و فضاء للتطبيب بحيث يستفيد منها الجميع ... أسند الإنجاز للتعاضدية حاولنا تتبع الأمر. لكننا علمنا فيما بعد أن إعدادية شيدت لم ندر هل احترمت فيها هذه الاتفاقية أم لا- المهم من هذه الرواية أن أبرهن على أن الرحل ليسوا ضد التمدرس،لكن لهم شروطهم التي يجب أن تحترم،و أن لا نفرض عليهم نمطا من العيش لا يستهويهم ...

خلاصة القول،مكنتنا  هذه التجربة من مراكمة كم هائل من الوثائق و المعلومات و خلقنا شبكة من العلاقات نحن مستعدون لاستثمارها للمساهمة في حل إشكال تمدرس أبناء الرحل، و دمج ثقافتهم في المناهج و وضع منهاج متكامل لتكوين مدرسين متخصصين في هذا المجال، و إرساء تكوين مستمر في مناطق تواجد الرحل ...لان المشروع أكبر من أن تضطلع به مؤسسة أو فريق...

أخيرا و قفنا على المجهودات التي بذلتها وزارة التربية الوطنية في مجال تشييد المدارس بحيث لم نكن نتصور أن نجد بناية في مناطق لم نتمكن من بلوغها إلا سيرا على الأقدام لساعات طوال بعد أن توقفت كل وسائل النقل...هذه البنايات التي شيدت من المال العام مهجورة،لا لشيء إلا لأنها لا تتوفر على مسالك طرقية. لا سكن و لا قرب من المرافق. فأي معلم سيصمد في هذه الظروف،و المفارقة الغريبة أننا في إحدى رحلاتنا زرنا المعتقل المشهور بكتاب العلامة المختار السوسي،و الذي ضم ثلة من رجال المقاومة،اغتنم الفرصة من خلال هذا المنبر العتيد لأشير إلى أنه يتهاوى أيضاً هذا الجزء من تاريخنا المشرق سائر إلى ضياع إن لم تتداركه الهمم....قلت هذا المعتقل وسط بلدة اغبالونكردوس قريب من الناس،بينما المدرسة في منطقة معزولة بالأطلس الكبير ، لماذا أورد هذا المثال لأقول:يجب على القطاعات الأخرى أن تتحمل مسؤوليتها إلى جانب وزارتنا،فإذا طلب المواطنون تشييد مدرسة ،لا بد من أن تشترط الوزارة تحقق بعض الظروف من مسالك طرقية تسمح للمدرس و المدير و المفتش ...الوصول بسهولة إلى المدرسة ، توفر الماء و الكهرباء و السكن الكريم للمدرس...بعدها تشرع الوزارة في تشييد المؤسسة حتى لا نهدر المال و الجهد.و تبقى مدارسنا خاوية على عروشها لا قاطن لها إلا الرياح و الهوام.

تلك خواطر مما علمني إياه مشروع المؤسسة الذي ألهمني الله إليه رويتها للقراء الكرام بعفوية و دون تكلف أرجو أن أكون قد بلغت.    

 

uez ici et entrez votre texte

Date de dernière mise à jour : 05/07/2021

  • 1 vote. Moyenne 4 sur 5.

Ajouter un commentaire